الدنيا هذه دار إبتلاء يبتلينا الله فيها ليمحص مافي قلوبنا ويعلم الصابرين
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله اللذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
دنيانا مليئه بمن ضاقت بهم الأرض وبمن يرجون رحمة الله يرتقبوناها في كل حين
خلقنا في كبد نريدها دون عناء ولكن لن يكون الا مايريد ربنا فنحن في التفكير وربي في التدبير
والله ان ربي رحمته واسعه وسعت كل شيء وأنت أيها الأنسان شيء
لايحرم ربي بخلا وتعنتا تعالى الله عما أقول علوا كبيرا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
بل ليهذب نفوسا ويمحصها من ذنوبا كثيره فهو سبحانه من قال
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقدير)
ما أصابنا لم يكن ليخطأنا بل هي رحمة من الله ليكفر بها عنا أسواء ما عملنا
من كان يريد رحمة الله ف (إن رحمة الله قريب من المحسنين)
قال المفسرون
إن الله تعالى قريب من المحسنين وذلك يستلزم القربين قربه وقرب رحمته؛
فبقدر ماتكون قريبا من الله تكن الرحمه قريبه منك فكلما أزددت قربا إلى الله كلماقربت منك الرحمه وما ربك بظلام للعبيد ولهذا في الحديث القدسي يقول الله
قال تعالى : من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه ، و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى احبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و إن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت ، و أنا أكره مساءته ”
وتأملو لو سألني لأعطينه ...ولئن استعاذني لأعيذنه أي لو أننا تقربنا الى الله بكل إخلاص فلن يردنا ولن يخيبنا ولئن إستعذناه فسيعيذنا ويكفينا وتصورو حتى الموت وهو مكتوب على الناس جميعا يكرهه مسائتنا ويتردد فما أرحمه سبحانه وتعالى
كثير منا يقول عملنا ولكن لم نرى أثرا دعونا ولم يستجب لنا
وما بال أقوام يعصون الله ويأتيهم مايريدون وزياده
وأنا أقول إذا رئيت الله يتعقبك بالشدائد في كل زله فعلم أنه يحبك وفتش عن السبب وحاول تركه وتطهير نفسك منه وسترين الفتوحات فهو سبحانه يريد تمحيص ماعليك فيبتلي ليطهر من المعايب
الحديث القدسي : ( من كان لي على ما أريد كنت له على مايريد ,
وألنت له الحديد , أهل شكري أهل زيادتي وأهل معصيتي أبدا لا أقنطهم من رحمتي ,
إن تابوا إلي فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم , أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ) .
وأما أهل الغفلة لما نسوا ذكر الله ولم يخشوه فتح عليه وأتاهم ليس حبا ولاتكريما لهم
ولذا قال
(فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة وهم لايشعرون)
والله يقول (أنا عند حسن ظن عبدي بي ) فأحسنوا أحبتي الظن بالله وتفالو خيرا
و
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ -قال ابن القيم ومَن ظنَّ به أنه إذا ترك لأجله شيئاً لم
يُعوِّضه خيراً منه، أو مَن فعل لأجله شيئاً لم يُعطه أفضلَ منه، فقد ظنَّ به ظن السَّوْءِ.
*ومن ظنَّ به أنه إذا صدقه في الرغبة
والرهبة، وتضرَّع إليه، وسأله، واستعان به، وتوكَّل عليه أنه يُخيِّبُه ولا يُعطيه ما سأله، فقد ظنَّ به ظنَّ
السَّوءِ، وظنَّ به خلافَ ما هو أهلُه.
ونتاج ذالك كله أحسنوا ظنكم بالله وأقيمو الواجبات على أكمل وجه وأخلصوا النيه وتقربوا بالنوافل وتخلصوا من الذنوب كبيرة أو صغيره ولا تستهينوا بها تحسبونها هينه وهي عظيمه وسيفتح الله لكم ليس تجربة بل يقينا وثقة بربي
وجعلو أكبر همكم الدار الأخره وجنه عرضها السموات والأرض فوربي أن الأخرة خير وأبقى
واعلمو أن شرف المؤمن قيام اليل والناس نيام فهو وقت نزول الرب فله الحمد أنه تكرم وهو ملك
الملوك ينزل ليلا الى السماء الدنيا يقول هل من سال هل من مستغفر ووالله انه باب عظيم
لفتوحات عظيمه في الدنيا قبل الأخره فهوداب الصالحين ومطرده عن الداء والمحروم من حرمه الله
من القيام فهو أنس المحبين ونور من لانور له فهو يورث النفس سكينه وراحه وخشوعا وأقبال على الله
وإن داوم عليه العبد لايكاد يعتليه هم ولاضيق وصوته مسموع عند الرب دوما ,إن أصابه هما قال ربي
صوت مسموع وإلا أخروا دعوته حتى أسمع دعائه
وصدق شيخنا الزاهد العابد غفر الله له أبو إسحاق إبراهيم الشيرازي حين قال
لبست ثوب الرجا و الناس قد رقدوا ** و بت أشكو الى مولاى ما أجد
و قلت يا أملى فى كل نائبة ** و من عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو اليك أمورا أنت تعلمها ** مالى على حملها صبر و لا جلد
و قد مددت يدى بالذل مبتهلا ** اليك يا خير من مدت اليه يد
فلا تردنها يا رب خائبة ** فبحر جودك يروى كل من يرد
وختاماجعلنا الله وأياكم ممن يتبعون أحسنه
وأسأل الله لكل من قرأت كلامي أن يقربها الله منه ويفرج عليها ويرزقها من حيث لاتحتسب ويجعل
لها رحمه تستشعرها وتحس بها قريبا
وأرجو منكم الدعاء لي بالمغفره والثبات والخير ولولداي وأخواني وأخواتي وأزواجهم وذرياتهم والمؤمنين والمؤمنات
وأن يغفر الله لأخي الغالي ويجعل قبره روضه من رياض الجنه وينزل على قبره النور والسكينه وجميع موتى المسلمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
سبحان الله وبحمده